التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكٞۖ وَلَوۡ أَنزَلۡنَا مَلَكٗا لَّقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ} (8)

قوله تعالى : ( وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون )

قال الشيخ الشنقيطي : لم يبين هنا ماذا يريدون بإنزال الملك المقترح ، ولكنه بين في موضع آخر أنهم يريدون بإنزال الملك أن يكون نذيرا آخر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك في قوله : ( وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ) الآية

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ولو أنزلنا ملكا لقضى الأمر ثم لا ينظرون ) يعني أنه لو نزل عليهم الملائكة وهم على ما هم من الكفر والمعاصي ، لجاءهم من الله العذاب من غير إهمال ولا إنظار ، لأنه حكم بأن الملائكة لا تنزل عليهم إلا بذلك ، كما بينه تعالى بقوله : ( ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين ) . وقوله و يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ) الآية .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : ( ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ) ، يقول : و لو أنهم أنزلنا إليهم ملكا ، ثم لم يؤمنوا ، لم ينظروا . أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره : ( لولا أنزل عليه ملك ) في صورته ( ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ) لقامت الساعة .