قوله سبحانه : { وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ }[ الأنعام :8 ] .
أي : يصدّق محمداً في نُبُوءَتِهِ ، ثم رَدَّ اللَّه عليهم بقوله : { وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمر } قال ابن عَبَّاسٍ وغيره : في الكلام حَذْفٌ ، تقديره : ولو أنزلنا مَلَكاً ، فكذبوه ( لَقُضِيَ الأمر ) بعَذَابِهِمْ ، ولم يُنْظَرُوا حسبما سَلَفَ في كل أمة اقْتَرَحَتْ بآية ، وكذبت بعد أن أُظْهِرَتْ إليها .
وقالت فرقة : { لَقُضِيَ الأمر } أي : لَمَاتُوا من هَوْلِ رؤية المَلَكِ في صورته ، ويؤيد هذا التَّأْوِيلَ ما بعده من قوله : { وَلَوْ جعلناه مَلَكاً لجعلناه رَجُلاً } فإن أَهْلَ التأويل مُجْمِعُونَ أن ذلك ، لأنهم لم يكونوا يُطِيقُونَ رؤية المَلَكِ في صورته ، فإذ قد تَقَعَّدَ أنهم لا يطيقون رُؤْيَةَ المَلَكِ في صورته ، فالأولى في قوله : { لَقُضِيَ الأمر } أي : لماتوا ، لِهَوْلِ رؤيته ، { ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } ، أي : لا يُؤَخَّرُونَ .
ومما يؤيد هذا المعنى الحَدِيثُ الوَارِدُ عن الرجلين اللذين صَعَدَا على الجَبَلِ يوم بَدْرٍ ليريا ما يَكُونُ في حَرْبِ النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين ، فَسَمِعَا حِسَّ الملائكة ، وقَائِلاً يقول في السحاب : أَقْدِمْ حَيْزُومُ ، فانكشف قِنَاعُ قَلْبِ أحدهما ، فمات لِهَوْلِ ذلك ، فكيف برؤية مَلَكٍ في خِلْقَتِهِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.