التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡ وَإِخۡوَٰنِهِمۡۖ وَٱجۡتَبَيۡنَٰهُمۡ وَهَدَيۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (87)

قوله تعالى : ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين )

قال ابن كثير : يذكر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق بعد أن طعن في السن وأيس هو وامرأته سارة من الولد ، فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوم لوط فبشروهم بإسحاق فتعجبت المرأة من ذلك و قالت( يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) فبشروهم مع وجوده بنبوته وبأن له نسلا وعقبا كما قال تعالى ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) وهذا أكمل في البشارة و أعظم في النعمة و قال ( فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) أي : و يولد لهذا المولود ولد في حياتكما فتقر أعينكما به كما قرت بوالده ، فإن الفرح بولد الولد شديد لبقاء النسل و العقب .

قال الطبري : حدثنا محمد بن بشار قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبيدة بن ربيعة عن عبد الله بن مسعود قال : إدريس هو إلياس ، و إسرائيل هو يعقوب .

وسنده صحيح ، وأبو أحمد هو الزبيري ، وأبو إسحاق هو السبيعي .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( ووهبنا له إسحاق و يعقوب كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل ) ثم قال في إبراهيم : ( ومن ذريته داود و سليمان )إلى قوله ( وإسماعيل واليسع ويونس و لوطا وكلا فضلنا على العالمين ) ثم قال في الأنبياء الذين سماهم الله في هذه الآية ( فبهداهم اقتده ) صلى الله عليهم .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ، في قول الله تعالى ذكره : ( واجتبيناهم ) قال : أخلصناهم

أي إلى دين الإسلام كما تقدم في سورة الفاتحة