التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ} (82)

قوله تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )

قال البخاري : حدثني محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال : لما نزلت ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) قال أصحابه : وأينا لم يظلم ؟ فنزلت ( إن الشرك لظلم عظيم ) .

( صحيح البخاري8/144ح4629-ك التفسير ، سورة الأنعام ) .

قال البخاري : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية ( الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه ليس بذلك ، ألا تسمعون إلى قول لقمان ( إن الشرك لظلم عظيم ) " .

( صحيح البخاري 12/276ح6918-ك استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم ، ب إثم من أشرك بالله ) .

قال أحمد : ثنا إسحاق بن يوسف ، ثنا أبو جناب ، عن زاذان ، عن جرير بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما برزنا من المدينة إذ راكب يوضع نحونا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كأن هذا الراكب إياكم يريد " قال : فانتهى لرجل إلينا فسلم فرددنا عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " من أين أقبلت ؟ " قال : من أهلي وولدي وعشيرتي قال : " فأين تريد ؟ " . قال : أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فقد أصبته " . قال : يا رسول الله علمني ما الإيمان ؟ قال : " تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و تصوم رمضان و تحج البيت " قال : قد أقررت ، قال : ثم إن بعيره دخلت يده في شبكة جرذان فهوى بعيره وهوى الرجل فوقع على هامته فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علي بالرجل " قال فوثب إليه عمار بن يسار و حذيفة فأقعداه فقالا : يا رسول الله قبض الرجل قال فأعرض عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أم رأيتما إعراضي عن الرجل فإني رأيت ملكين يدسان فيه من ثمار الجنة فعلمت أنه مات جائعا " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا والله من الذين قال الله عز وجل )الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون ) قال : ثم قال : " دونكم أخاكم " قال : فاحتملناه إلى الماء فغسلناه و حنطناه و كفناه وحملناه إلى القبر قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على شفير القبر قال : فقال : " ألحدوا ولا تشقوا فإن اللحد لنا والشق لغيرنا " .

( المسند 4/359 ) ، و أخرجه أيضا : عن أسود بن عامر ، عن عبد الحميد بن أبي جعفر ، عن ثابت عن زاذان بنحوه ، ( المسند-الصفة نفسها ) . وسنده حسن ( كما في مرويات أحمد في التفسير-عند هذه الآية-ح269 ) . و للحديث شاهد من رواية ابن عباس ، أخرجه ابن أبي حاتم ( التفسير-الآية 82 من الأنعام-ح 516 ) .