البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡ وَإِخۡوَٰنِهِمۡۖ وَٱجۡتَبَيۡنَٰهُمۡ وَهَدَيۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (87)

{ ومن آبائهم وذرّياتهم وإخوانهم } المجرور في موضع نصب .

فقال الزمخشري : عطفاً على { كلاًّ } بمعنى وفضلنا بعض آبائهم ، وقال ابن عطية : وهدينا { من آبائهم وذرياتهم وإخوانهم } جماعات فمن للتبعيض والمراد من آمن نبياً كان أو غير نبي ويدخل عيسى في ضمير قوله : { ومن آبائهم } ولهذا قال محمد بن كعب : الخال والخالة انتهى ، { ومن آبائهم } كآدم وإدريس ونوح وهود وصالح { وذرياتهم } كذرية نوح عليه السلام المؤمنين { وإخوانهم } كإخوة يوسف ذكر الأصول والفروع والحواشي .

{ واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم } الظاهر عطف { واجتبيناهم } على { فضلنا } أي اصطفيناهم وكرر الهداية على سبيل التوضيح للهداية السابقة ، وأنها هداية إلى طريق الحق المستقيم القويم الذي لا عوج فيه وهو توحيد الله تعالى وتنزيهه عن الشرك .