التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ وَإِن يَعُودُواْ فَقَدۡ مَضَتۡ سُنَّتُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (38)

قوله تعالى : { قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين }

قال البخاري : حدثنا خلاد بن يحيى ، حدثنا سفيان ، عن منصور والأعمش ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية ؟ قال : ( من أحسن الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر ) .

( الصحيح 12/277 ح 6921 – ك استتابة المرتدين ، ب إثم من أشرك بالله ) ، وأخرجه مسلم في ( الصحيح 1/111 ح 120 – ك الإيمان ، ب هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية ) .

قال مسلم : حدثنا محمد بن المثنى العنزي وأبو معن الرقاشي وإسحاق ابن منصور كلهم عن أبي عاصم واللفظ لابن المثنى : حدثنا الضحاك ( يعني أبا عاصم ) قال : أخبرنا حيوة بن شريح ، قال : حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن شماسة المهري ، قال : حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقه الموت ، فبكى طويلا وحول وجهه إلى الجدار ، فجعل ابنه يقول : يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ؟ أما بشكر رسول لله صلى الله عليه وسلم بكذا ؟ قال فأقبل بوجهه فقال : إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . إني قد كنت على أطباق ثلاث . لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته ، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار ، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : ابسط يمينك فلأبايعك . فبسط يمينه . قال : فقبضت يدي . قال : ( مالك يا عمرو ؟ ) قال قلت : أردت أن أشترط . قال : ( تشترط بماذا ؟ ) قلت : أن يغفر لي . قال : ( أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله ؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟ ) وما كان أحد أحب إلى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه . وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له . ولو سئلت أن أصفه ما أطقت . لأني لم أكن أملأ عيني منه . ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة . ثم ولينا أِشياء ما أدري ما حالي فيها . فإذا أنا مت ، فلا تصحبني نائحة ولا نار . فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا . ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور . ويقسم لحمها ، حتى أستأنس بكم ، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي .

( الصحيح 1/ 112-113 ح 121- ك الإيمان ، ب كون الإسلام يهدم ما قبله . . . )

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله { فقد مضت سنة الأولين } في قريش يوم بدر وغيرها من الأمم قبل ذلك .