الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ وَإِن يَعُودُواْ فَقَدۡ مَضَتۡ سُنَّتُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (38)

{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } أبي سفيان وأصحابه { إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ } ان ينتهوا من الشرك وقال محمد : يغفر لهم { مَّا قَدْ سَلَفَ } من عملهم قبل الإسلام { وَإِنْ يَعُودُواْ } لقتال محمد صلى الله عليه وسلم { فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ } في نصر الأنبياء والأولياء وهلاك الكفّار والأعداء مثل يوم بدر .

قال الأستاذ الإمام أبو إسحاق : سمعت الحسن بن محمد بن الحسن يقول : سمعت أبي يقول : سمعت عليّ بن محمد الوراق يقول : سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول : إنّي لأرجو أنّ توحيداً لم يعجز عن هدم ما قبله من كفر لا يعجز عن هدم ما بعده من ذنب .

وأنشدني أبو القاسم الحبيبي بذلك أنشدني أبو سعيد أحمد بن محمد الزيدي :

يستوجب العفو الفتى إذا اعترف *** ثمّ انتهى عمّا أتاه واقترف

لقوله سبحانه [ في المعترف : ] { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ } .