أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار هذا المعنى . وسواء قاله بهذه العبارة أو غيرها . قال ابن عطية : ولو كان كما قال الكسائي إنه في مصحف عبد الله بن مسعود «قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن تَنتَهُواْ » يعني : بالتاء المثناة من فوق ، لما تأدّت الرسالة إلا بتلك الألفاظ بعينها . وقال في الكشاف : أي قل لأجلهم هذا القول ، وهو { إِن يَنتَهُواْ } ولو كان بمعنى خاطبهم ، لقيل إن تنتهوا يغفر لكم ، وهي قراءة ابن مسعود ، ونحوه { وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ } خاطبوا به غيرهم لأجلهم ليسمعوه : أي إن ينتهوا عما هم عليه من عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتاله بالدخول في الإسلام { يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ } لهم من العداوة . انتهى . وقيل معناه : إن ينتهوا عن الكفر ، قال ابن عطية : والحامل على ذلك جواب الشرط ب { يغفر لهم ما قد سلف } ، ومغفرة ما قد سلف لا تكون إلا لمنته عن الكفر . وفي هذه الآية دليل على أن الإسلام يجبّ ما قبله { وَإِن يَعُودُواْ } إلى القتال والعداوة أو إلى الكفر الذي هم عليه ، ويكون العود بمعنى الاستمرار { فَقَدْ مَضَتْ سُنَّة الأولين } هذه العبارة مشتملة على الوعيد ، والتهديد والتمثيل بمن هلك من الأمم في سالف الدهر بعذاب الله ، أي قد مضت سنة الله فيمن فعل مثل فعل هؤلاء من الأوّلين من الأمم أن يصيبه بعذاب ، فليتوقعوا مثل ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.