قوله تعالى : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير }
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } يعني : حتى لا يكون شرك .
قال البخاري : حدثنا الحسن بن عبد العزيز ، حدثنا عبد الله بن يحيى ، حدثنا حيوة ، عن بكر بن عمرو ، عن بكير ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رجلا جاءه فقال : يا أبا عبد الرحمن ، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } إلى آخر الآية ، فما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه ؟ فقال : يا ابن أخي أعير بهذه الآية ولا أقاتل أحب إلي من أن أعير بهذه الآية التي يقول الله تعالى : { ومن يقتل مؤمنا متعمدا } إلى آخرها . قال : فإن الله يقول : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } قال ابن عمر : قد فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإسلام قليلا ، فكان الرجل يفتن في دينه : إما يقتلوه ، وإما يوثقون ، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة . فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال : فما قولك في علي وعثمان ؟ قال ابن عمر : ما قولي في علي وعثمان ؟ أما عثمان فكان الله قد عفا عنه ، فكرهتم أن يعفو عنه ، وأما علي فابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه – وأشار بيده – وهذه ابنته/ – أو بنته – حيث ترون .
( الصحيح 8/160 ح 4650 - ك التفسير - سورة الأنفال ، ب الآية ) .
وانظر حديث : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله . . . ) في سورة التوبة آية ( 5 ) .
وقال البخاري : حدثنا عثمان ، قال : أخبرنا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن أبي موسى قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ما القتال في سبيل الله ؟ فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية . فرفع إليه رأسه – قال : وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما – فقال : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل ) .
( الصحيح 1/268 ح 123 – ك العلم ، ب من سأل وهو قائم عالما جالسا ) .
قال ابن ماجة : حدثنا سويد بن سعيد ، ثنا علي بن مسهر ، عن عاصم ، عن السميط بن السمير ، عن عمران بن الحصين ، قال : أتى نافع بن الأزرق وأصحابه . فقالوا : هلكت يا عمران ! قال : ما هلكت ؟ قالوا : بلى . قال : ما الذي أهلكني ؟ قالوا : قال الله : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } قال : قد قاتلناهم حتى نفيناهم ، فكان الدين كله لله ، إن شئتم حدثتكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : وأنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد بعث جيشا من المسلمين إلى المشركين ، فلما لقوهم قاتلوهم قتالا شديدا ، فمنحوهم أكتافهم . فحمل رجل من لحمتي على رجل من المشركين بالرمح ، فلما غشيه قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، إني مسلم . فطعنه فقتله . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! هلكت . قال : ( وما الذي صنعت ؟ ) مرة أو مرتين . فأخبره بالذي صنع . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فهلا شققت عن بطنه فعلمت ما في قلبه ؟ ) . قال : يا رسول الله ! لو شققت بطنه لكنت أعلم ما في قلبه ؟ قال : ( فلا أنت قبلت ما تكلم به ، ولا أنت تعلم ما في قلبه . . . ) .
( سنن ابن ماجة 2/1296 ح 3930 – الفتن ، ب الكف عمن قال لا إله إلا الله ) ، قال البوصيري : هذا إسناد حسن ، عاصم هو الأحول روى له مسلم . والسميط : وثقه العجلي وروى له مسلم في صحيحه ، وسويد بن سعيد مختلف فيه ( مصباح الزجاجة 3/222 ) ، وقد أخرجه أيضا ابن ماجة من غير طريق سويد من طريق حفص بن غياث عن عاصم به رقم 3931 . ولذا حسنه الألباني ( انظر صحيح ابن ماجة 2/348 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.