نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ} (14)

ثم علل أخذه لكل ظالم وانتقامه من كل مفسد بأنه رقيب ، فقال ممثلاً أن العصاة لا يفوتونه مؤكداً تنبيهاً على أن أعمال العباد أعمال من ينكر ذلك أو لا يخطر بباله : { إن ربك } أي مولاك المدبر لأمر نبوتك { لبالمرصاد * } أي لا يفوته شيء ، بل هو قادر ومطلع على كل شيء اطلاع من يريده بالإقامة في مكان الرصد وزمانه مع غاية الحفظ والرعي وهو قادر على ما يريد .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ} (14)

قوله : { إن ربك لبالمرصاد } المرصاد في اللغة بمعنى الطريق {[4811]} وهو المكان الذي يترقب فيه الراصد . والمراد أن الله يرصد ( يرقب ) أعمال بني آدم . قال ابن عباس : يعني : يسمع ويرى . فهو بذلك يرصد عباده فيما يعملون من خير أو شر ويجازي كل إنسان بسعيه في الدنيا والآخرة .

وفي كلمة المرصاد أو الرصد ، من الإشارة إلى الوعيد والتهديد ما لا يخفى . فإن الله يرقب أعمال الطغاة والظالمين والمفسدين في الأرض ويعدّ لهم جزاء ذلك من شديد الانتقام ما يفضي بهم إلى الهوان والتنكيل في هذه الدنيا ويوم يقوم الناس لرب العالمين{[4812]} .


[4811]:مختار الصحاح ص 245.
[4812]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 508 والكشاف جـ 4 ص 250، 251 وتفسير الرازي جـ 31 ص 170.