نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{جَزَآءٗ مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابٗا} (36)

ولما كان العطاء إذا كان على المعاوضة كان أطيب لنفس الآخذ قال : { جزاء } وبين أنه ما جعله جزاء لهم إلا إكراماً للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه سبحانه لا يجب {[71232]}عليه لأحد{[71233]} شيء لأن أحداً لا يمكنه أن يوفي شكر نعمة من نعمه فإن عمله من نعمه فقال : { من ربك } أي المحسن إليك بإكرام{[71234]} أمتك بانواع الإكرام ، وفي { عطاء } إشارة إلى ذلك وهو بذل من غير جزاء { حساباً * } أي على قدر الكفاية وإن فعل الإنسان منهم ما فعل وحسب جميع أنواع الحساب ، ومن قولهم : أعطاه فأحسبه - إذا تابع عليه العطاء وأكثره حتى جاوز{[71235]} العد وقال : حسبي ، لا يمكن أن يحتاج مع هذا العطاء وإن زاد في الإنفاق ، واختير التعبير به دون " كافياً " مثلاً لأنه أوقع في النفس ، فإنه يقال : إذا كان هذا الحساب فما الظن بالثواب .


[71232]:من م، وفي الأصل و ظ: لأحد عليه.
[71233]:من م، وفي الأصل و ظ: لأحد عليه.
[71234]:من م، وفي الأصل و ظ: بأكرم.
[71235]:زيد في الأصل: الحدو، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{جَزَآءٗ مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابٗا} (36)

{ جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً ( 36 ) رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً ( 37 ) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً ( 38 ) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا ( 39 ) }

لهم كل ذلك جزاء ومنَّة من الله وعطاءً كثيرًا كافيًا لهم .