غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{جَزَآءٗ مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابٗا} (36)

1

قال جار الله : { جزاء } مصدر مؤكد منصوب بمعنى قوله { إن للمتقين مفازاً } كأنه قال : جازى المتقين بمفازو { عطاء } نصب ب { جزاء } نصب المفعول به أي جزاهم عطاء . وقال الزجاج : المعنى جازاهم بذلك جزاء وأعطاهم عطاء . ومعنى { حساباً } كافياً من أحسبه الشيء إذا كفاه حتى قال : حسبي . وقيل : أي على حسب أعمالهم فمعنى الحساب العدّو والتقدير لبعضهم عشرة ولبعضهم سبعمائة وأكثر . وقال ابن قتيبة : هو من أحسبت فلاناً أي أكثرت له يعني عطاء كثيراً . وإنما قال في الأول { جزاء وفاقاً } لأن جزاء السيئة سيئة مثلها أي موافقة لها . وأما هاهنا فالمراد ثواب المؤمنين وليس ذلك بتقدير العمل فقط ولكن بمقدار ما يكفيه .

/خ40