نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَلَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ} (29)

ولما كان هذا الفعل مع هذا العلم سبباً لدخول جهنم من غير أن يقام لهم وزن ، لأنه لا وزن لما ضيع أساسه ، قال معقباً مسبباً : { فادخلوا } أي أيها الكفرة { أبواب جهنم } أي أبواب طبقاتها ودركاتها { خالدين } أي مقدرين الخلد { فيها } أي في جهنم التي دأبها تجهم من دخلها .

ولما كان هذا المقام للمشاققة . وكان أمرها زائد القباحة . كان هذا الدخول أقبح دخول ، وكان سبباً لأن يقال : { فلبئس } بالأداة الجامعة لمجامع الذم { مثوى المتكبرين * } على وجه التأكيد وبيان الوصف الذي استحقوا به ذلك ، لتقدم كذبهم في قولهم { ما كنا نعمل من سوء } تعريضاً بأنهم جديرون - لغاية ما لهم من البلادة - أن يستحسنوا النار كما كذبوا مع العلم التام بأنه لا يروج في ذلك اليوم كذب .