نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَيَقُولُونَ سُبۡحَٰنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعۡدُ رَبِّنَا لَمَفۡعُولٗا} (108)

{ ويقولون } أي على وجه التحديد المستمر : { سبحان ربنا } أي تنزه الموجد لنا ، المدبر لأمورنا ، المحسن إلينا ، عن شوائب النقص ، لأنه وعد على ألسنة رسلنا أن يبعثنا بعد الموت ووعده الحق ، فلا بد أن يكون ، ووعد أن يأتي بهذا الكتاب على لسان هذا النبي العربي ، وأوصل هذا الوعد إلينا في الكتب السالفة فأنجز ما سبق به وعده { إن } أي أنه { كان } أي كوناً لا ينفك { وعد ربنا } أي المحسن إلينا بالإيمان ، وما تبعه من وجوه العرفان { لمفعولاً * } دون خلف ، ولا بد أن يأتي جميع ما وعد به من الثواب والعقاب ، وهو تعريض بقريش حيث كانوا يستهزئون بالوعيد في قولهم { أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً } ونحوه مما معناه الطعن في قدرة الله القادر عل كل شيء