نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَرٗا رَّسُولٗا} (94)

ولما أمر بما تضمن أنه كإخوانه من الرسل في كونه بشراً ، أتبعه قوله تعالى عطفاً على : { فأبى } أو { فقالوا } : { وما منع الناس } أي قريشاً ومن قال بقولهم لما لهم من الاضطراب { أن يؤمنوا } أي لم يبق لهم مانع من الإيمان ، والجملة مفعول " منع " { إذ جاءهم الهدى } أي الدليل القاطع على الإيمان وهو القرآن وغيره من الأدلة { إلا } وفاعل منع { أن قالوا } أي منكرين غاية الإنكار متعجبين متهكمين : { أبعث الله } أي بما له من العظمة الباهرة من صفات الجلال والإكرام { بشراً ورسولاً * } وسبب اتباع الضلال - مع وضوح ضره - وترك الهدى - مع ظهور نفعه - وقوع الشبهة أو الشهوة لضعفاء العقول - وهم أكثر الناس - في أوله ثم تقليد الرؤساء وتمكن العادة السيئة فيما بعد ذلك ،