ولما فرغ من هذه التربية في أثناء القصة وختمها بالترجية في الهداية للأرشد ، وكان علم مدة لبثهم أدق وأخفى من علم عددهم ، شرع في إكمالها مبيناً لهذا الأخفى ، عاطفاً على قوله { قالوا ربكم أعلم بما لبثتم }[ الكهف : 19 ] أو على " فأووا إليه " الذي أرشد إلى تقديره{[46035]} قولهم : { فأووا إلى الكهف } كما مضى ، {[46036]}المختوم بنشر الرحمة وتهيئة المرفق بعد قوله تعالى { إذ أوى الفتية } المختوم بقولهم { وهيىء لنا من أمرنا رشداً } فقال بياناً لإجمال { سنين عدداً } محققاً لقوله تعالى : { قل الله أعلم بما لبثوا{[46037]} } : { ولبثوا في كهفهم } نياماً { ثلاث } أي{[46038]} مدة ثلاث { مائة سنين } شمسية بحساب اليهود الآمرين بهذا السؤال ، وعبر بلفظ السنة إشارة إلى ذمها بما وقع فيها من علو أهل الكفر{[46039]} وطغيانهم بما أوجب خوف الصديقين وهجرتهم وإن كان وقع فيها خصب في النبات وسعة في الرزق ، {[46040]}وذلك يدل على استغراق الكفر لمدة نومهم{[46041]} .
ولما كان المباشرون للسؤال هم العرب قال : { وازدادوا تسعاً * } أي{[46042]} من السنين القمرية {[46043]}إذا حسب الكل بحساب القمر{[46044]} ، لأن تفاوت ما بين السنة الشمسية والقمرية عشرة أيام وإحدى وعشرون ساعة وخمسا ساعة كما تقدم في النسيء من براءة{[46045]} ، فإذا حسبت زيادة {[46046]}السني القمرية على الثلاثمائة الشمسية{[46047]} باعتبار نقص أيامها عنها كانت تسع سنين ، وكأن{[46048]} مدة لبثهم كانت عند اليهود أقل من ذلك أو أكثر ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.