فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَبِثُواْ فِي كَهۡفِهِمۡ ثَلَٰثَ مِاْئَةٖ سِنِينَ وَٱزۡدَادُواْ تِسۡعٗا} (25)

{ ولبثوا } أي أقاموا { في كهفهم ثلاثمائة سنين } عطف بيان لثلاثمائة وهذه السنون عند أهل الكتاب شمسية وتزيد القمرية عليها عند العرب تسع سنين وقد ذكرت في قوله { وازدادوا تسعا } أي تسع سنين ، فالثلاثمائة الشمسية ثلاثمائة وتسع قمرية ، وقرئ في السبعة بالإضافة ، وعليه فسنين تمييز غير أنه قليل ، لأن تمييز المائة الكثير فيه الإفراد .

قال الفراء : ومن العرب من يضع سنين موضع سنة . قال أبو علي الفارسي : هذه الأعداد التي تضاف في المشهور إلى الآحاد نحو ثلاثمائة رجل وثوب قد تضاف إلى المجموع ، وفي مصحف عبد الله ثلاثمائة سنة ، وقال الأخفش : لا تكاد العرب تقول مائة سنين .

قال ابن جرير : إن بني إسرائيل اختلفوا فيما مضى لهم من المدة بعد الإعثار عليهم ، فقال بعضهم إنهم لبثوا ثلاثمائة سنة ، وقال البعض *** لبثوا ثلاثمائة وتسع سنين فأخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن هذه المدة في كونهم نياما وأن ما بعد ذلك مجهول للبشر ، فأمر الله أن يرد علم ذلك إليه فقال :