اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَبِثُواْ فِي كَهۡفِهِمۡ ثَلَٰثَ مِاْئَةٖ سِنِينَ وَٱزۡدَادُواْ تِسۡعٗا} (25)

قوله : { وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وازدادوا تِسْعاً } .

قال قتادة{[20969]} : هذا من كلام القوم ؛ لأنَّه تعالى قال : { سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } [ الكهف : 22 ] إلى أن قال : { وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ } أي : إنَّ أولئك الأقوام ، قالوا ذلك ، ويؤيِّده قوله تعالى بعده { قُلِ الله أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } وهذا يشبهُ الردَّ على الكلام المذكور قبله .

ويؤيِّده أيضاً ما ورد في مصحف عبد الله : ( وقالوا ولبثوا في كهفهم ) .

وقال آخرون : هو كلام الله تعالى أخبر عن كميَّة هذه المدَّة .

وأما قوله : { سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } فهو كلامٌ تقدَّم ، وقد تخلَّل بينه وبين هذه الآية ما يوجبُ انقطاع أحدهما عن الآخر ، وهو قوله : { فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً } [ الكهف : 22 ] .


[20969]:ينظر : معالم التنزيل 3/158.