نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (162)

{ خالدين فيها } أي اللعنة .

ولما كان اللعن دالاً على العذاب صرح به فقال : { لا يخفف عنهم العذاب } لاستعلاء اللعن عليهم وإحاطته بهم . وقال الحرالي : ذكر وصف العذاب بذكر ما لزمهم من اللعنة ليجمع لهم بين العقابين : عقاباً من الوصف وعقاباً من الفعل ، كما يكون لمن يقابله نعيم ورضى - انتهى . { ولا هم ينظرون * } قال الحرالي : من النظرة وهو التأخير المرتقب نجازه{[6047]} فالمعنى أنهم لا{[6048]} يمهلون{[6049]} من ممهل{[6050]} ما أصلاً كما يمهلون في الدنيا{[6051]} - بل يقع عليهم العذاب حال فراقهم للحياة ثم لا يخفف عنهم . قال الحرالي : ففيه{[6052]} إشعار بطائفة {[6053]}أي من عصاة المؤمنين{[6054]} يؤخر عذابهم ، وفي مقابلة علم الجزاء بأحوال أهل{[6055]} الدنيا تصنيفهم بأصناف في اقتراف{[6056]} السوء ، فمن داومه داومه العذاب ومن أخره وقتاً ما في دنياه أخر عنه العذاب ، ومن تزايد فيه تزايد عذابه ، وذلك لكون الدنيا مزرعة الآخرة وأن الجزاء بحسب الوصف{ سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم {[6057]}* }[ الأنعام : 136 ] انتهى .


[6047]:في ظ: نجاته.وزيد فيه بعده: انتهى
[6048]:في م: ما
[6049]:العبارة من هنا إلى "أصلا" ليست في ظ
[6050]:زيد من م و مد.
[6051]:زيد في الأصل "مهل" ولم تكن الزيادة في بقية الأصول فحذفناها
[6052]:في م و ظ ومد: ففي إفهامه
[6053]:ليست في ظ ومد
[6054]:ليست في ظ ومد
[6055]:زيد من م و ظ ومد
[6056]:من م و مد و ظ، وفي الأصل: اقتران.
[6057]:سورة 6 آية 139