ولما كان اللعن دالاً على العذاب صرح به فقال : { لا يخفف عنهم العذاب } لاستعلاء اللعن عليهم وإحاطته بهم . وقال الحرالي : ذكر وصف العذاب بذكر ما لزمهم من اللعنة ليجمع لهم بين العقابين : عقاباً من الوصف وعقاباً من الفعل ، كما يكون لمن يقابله نعيم ورضى - انتهى . { ولا هم ينظرون * } قال الحرالي : من النظرة وهو التأخير المرتقب نجازه{[6047]} فالمعنى أنهم لا{[6048]} يمهلون{[6049]} من ممهل{[6050]} ما أصلاً كما يمهلون في الدنيا{[6051]} - بل يقع عليهم العذاب حال فراقهم للحياة ثم لا يخفف عنهم . قال الحرالي : ففيه{[6052]} إشعار بطائفة {[6053]}أي من عصاة المؤمنين{[6054]} يؤخر عذابهم ، وفي مقابلة علم الجزاء بأحوال أهل{[6055]} الدنيا تصنيفهم بأصناف في اقتراف{[6056]} السوء ، فمن داومه داومه العذاب ومن أخره وقتاً ما في دنياه أخر عنه العذاب ، ومن تزايد فيه تزايد عذابه ، وذلك لكون الدنيا مزرعة الآخرة وأن الجزاء بحسب الوصف{ سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم {[6057]}* }[ الأنعام : 136 ] انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.