نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَالَ أَجِئۡتَنَا لِتُخۡرِجَنَا مِنۡ أَرۡضِنَا بِسِحۡرِكَ يَٰمُوسَىٰ} (57)

فكأنه قيل : كيف صنع في تكذيبه وإبائه ؟ فقيل : { قال } حين لم يجد مطعناً مخيلاً للقبط {[49370]}بما يثيرهم{[49371]} حمية لأنفسهم لأنه علم حقية{[49372]} ما جاء به موسى وظهوره ، وتقبل العقول له ، فخاف أن يتبعه الناس ويتركوه ، ووهن{[49373]} في نفسه وهناً عظيماً بتأمل كلماته مفردة ومركبة يعرف مقداره : { أجئتنا لتخرجنا من أرضنا } هذه التي نحن مالكوها { بسحرك يا موسى* } فخيل إلى أتباعه أن ذلك سحر ، فكان ذلك - مع ما ألفوه من عادتهم في الضلال{[49374]} - صارفاً لهم{[49375]} عن اتباع ما رأوا من البيان ،


[49370]:من ظ وفي الأصل: بما يغيرهم، وفي مد: كما يثيرهم.
[49371]:من ظ وفي الأصل: بما يغيرهم، وفي مد: كما يثيرهم.
[49372]:من ظ ومد وفي الأصل: حقيقة.
[49373]:بهامش ظ: أي فرعون.
[49374]:من ظ ومد وفي الأصل: الضلالة.
[49375]:من ظ ومد، وفي الأصل: لكم.