الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ أَجِئۡتَنَا لِتُخۡرِجَنَا مِنۡ أَرۡضِنَا بِسِحۡرِكَ يَٰمُوسَىٰ} (57)

ثم قال : { قال أجئتنا لتخرجنا من رضنا بسحرك يا موسى } أي : قال فرعون لموسى لما رأى الآيات : { أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلناتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى }أي : مكانا عدلا نصفا لنا/ ولك ، قاله{[45164]} قتادة .

وقال مجاهد : ( مكانا منصفا بينهم ){[45165]} .

وقال ابن زيد : مكانا مستويا يتبين{[45166]} للناس ما فيه لا صبب ولا نشز{[45167]} ، فيغيب بعض ذلك عن بعض{[45168]} .

وقيل{[45169]} : معناه : مكانا سوى ذك المكان الذي كانوا فيه ، فيكون الأحسن على هذا المعنى كسر السين . وعلى المعاني المتقدمة الضم . والكسر في السين لغتان بمعنى ، وفي العدل لغة أخرى{[45170]} ، وهي فتح السين والمد ، ومنه قوله : { إلى كلمة سواء بيننا }{[45171]} أي : عدل .


[45164]:ز: قال: تحريف.
[45165]:انظر: جامع البيان 16/176 والدر المنثور 4/302.
[45166]:ز: تبين.
[45167]:ز: نصب ولا نشز. (تحريف وتصحيف).
[45168]:انظر: جامع البيان 16/176 وتفسير القرطبي 11/212.
[45169]:قال أبو حيان عن هذا القول: (وليس بشيء لأن سوى إذا كانت بمعنى غير لا تستعمل إلا مضافة لفظا ولا تقطع عن الإضافة) انظر: البحر المحيط 6/254.
[45170]:ز: بمعنى في القرآن لغة أخرى. قال الطبري: (والصواب في ذلك عندنا أنهما لغتان، أعني الكسر والضم في السين من (سوى) مشهورتان في العرب، وقد قرأت بكل واحدة منهما علماء من القراء، مع اتفاق معنييهما. فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وللعرب في ذلك إذا كان بمعنى العدل والنصف لغة هي أشهر من الكسر والضم، وهو الفتح). انظر: جامع البيان 16/176. وقال أبو عمرو الداني في التيسير (عاصم وابن عامر وحمزة)، مكانا سُوى (بضم السين والباقون بكسرها)، انظر: التيسير: 151 وحجة القراءات 453 والكشف 2/98.
[45171]:آل عمران: آية 63.