اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ أَجِئۡتَنَا لِتُخۡرِجَنَا مِنۡ أَرۡضِنَا بِسِحۡرِكَ يَٰمُوسَىٰ} (57)

قوله : { أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا } يعني مصر { بِسِحْرِكَ يا موسى } وتركيب هذه الشبهة عجيب{[24980]} ، وذلك لأنه ألقى في مسامعهم ما يصيرون مبغضين له جداً بقوله : { أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا } ، لأن هذا مما يشق على الإنسان في النهاية ، ولذلك جعله الله تعالى{[24981]} مساوياً للقتل في قوله{[24982]} { اقتلوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخرجوا مِن دِيَارِكُمْ }{[24983]} ، ثم لما صاروا في نهاية البغض له أورد الشبهة الطاعنة في نبوته -عليه السلام{[24984]}- وهي أنَّ ما جئتنا به سِحْرٌ لا معجز ، ولمَّا علم أنَّ المعجز إنما يتميز عن السحر ، لكون المعجز مما يتعذر بمعارضته قال : { فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ }{[24985]} .


[24980]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/71.
[24981]:تعالى: سقط من ب.
[24982]:في ب: أي. وهو تحريف.
[24983]:[النساء: 66].
[24984]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[24985]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/71.