فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ أَجِئۡتَنَا لِتُخۡرِجَنَا مِنۡ أَرۡضِنَا بِسِحۡرِكَ يَٰمُوسَىٰ} (57)

{ قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا ؟ } مستأنفة مرتبة على جواب موسى ؛ والهمزة للإنكار لما جاء به موسى من الآيات أي جئت يا موسى لتوهم الناس بأنك نبي يجب عليهم إتباعك ، والإيمان بما جئت به حتى تتوصل بذلك الإيهام الذي هو شعبة من السحر إلى أن تغلب على أرضنا ، يعني مصر وتخرجنا منها ، ويكون لك الملك فيها وإنما ذكر الملعون الإخراج من الأرض لتنفير قومه عن إجابة موسى فإنه إذا وقع في أذهانهم وتقرر في أفهامهم أن عاقبة إجابتهم لموسى الخروج من ديارهم وأوطانهم كانوا غير قابلين لكلامه ولا ناضرين في معجزاته ولا ملتفتين إلى ما يدعو إليه من الخير .

{ بسحرك يا موسى } فيه دليل على أنه خاف منه خوفا شديدا وإلا فأي ساحر يقدر أن يخرج ملكا من أرضه