نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَلَنَأۡتِيَنَّكَ بِسِحۡرٖ مِّثۡلِهِۦ فَٱجۡعَلۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكَ مَوۡعِدٗا لَّا نُخۡلِفُهُۥ نَحۡنُ وَلَآ أَنتَ مَكَانٗا سُوٗى} (58)

ثم وصل بالفاء السببية قوله {[49376]}مؤكداً إيذاناً بعلمه أن ما أتى به موسى ينكر كل من يراه أن يقدر غيره على معارضته{[49377]} : { فلنأتينك } أي{[49378]} والإله الأعظم{[49379]} ! {[49380]}بوعد لا خلف فيه{[49381]} { بسحر مثله } تأكيداً {[49382]}لما خيل به{[49383]} ؛ ثم أظهر النصفة والعدل إيثاقاً لربط قومه فقال : { فاجعل بيننا وبينك موعداً } أي من الزمان والمكان { لا نخلفه } أي لا نجعله خلفنا { نحن ولا أنت } بأن نقعد عن إتيانه .

ولما كان من الزمان والمكان لا ينفك عن الآخر قال : { مكاناً } وآثر ذكر المكان لأجل وصفه بقوله : { سوى * } أي عدلاً بيننا ، لا حرج على واحد منا في قصده أزيد من حرج الآخر ، فانظر هذا الكلام الذي زوقه وصنعه{[49384]} ونمقه فأوقف به قومه عن السعادة واستمر يقودهم بأمثاله حتى أوردهم البحر فأغرقهم ، ثم{[49385]} في غمرات النار أحرقهم ، فعلى الكيس الفطن أن ينقد الأقوال والأفعال ، والخواطر والأحول ، ويعرضها على محك الشرع : الكتاب{[49386]} والسنة ، فما وافق لزمه وما لا تركه .


[49376]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49377]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49378]:سقط من ظ ومد.
[49379]:زيد من مد.
[49380]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49381]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49382]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49383]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49384]:من ظ ومد وفي الأصل: صنفه.
[49385]:زيد من ظ ومد.
[49386]:سقط من ظ.