نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَآ أَنَا۠ لَكُمۡ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (49)

ولما كان الاستعجال بالأفعال لا يطلب من الرسول ، وكان الإخبار باستهزائهم وشدة عماهم ربما أفهم الإذن في الإعراض عنهم أصلاً ورأساً قال سبحانه وتعالى مزيلاً لذلك منبهاً على أن مثله إنما يطلب من المرسل ، لا من الرسول : { قل } أي لهم ، ولا يصدنك عن دعائهم ما أخبرناك به من عماهم { يا أيها الناس } أي جميعاً من قومي وغيرهم { إنما أنا لكم نذير } أي وبشير ، وإنما طواه لأن المقام للتخويف ، ويلزم منه الأمن للمنتهى فتأتي البشارة ، ولأن النذارة هي المقصود الأعظم من الدعوة ، لأنه لا يقدم عليها إلا المؤيدون بروح من الله { مبين* } أي لكل ما ينفعكم لتلزموه . ويضركم فتتركوه لا إله ، أعجل لكم العذاب ؛