نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ} (8)

{ ومن } أي فمن الناس الذين كانوا قد وقفوا عن الإيمان قبل هذا البيان من آمن عند سماع هذه القواطع ، ومن { الناس } وهم ممن اشتد تكاثف طبعه { من يجادل } أي بغاية جهده { في الله } أي في قدرته وما يجمعه هذا الاسم الشريف من صفاته بعد هذا البيان الذي لا مثل له ولا خفاء فيه { بغير علم } أتاه عن الله على لسان أحد من أصفيائه أعم من أن يكون كتاباً أو غيره { ولا هدى } أرشده إليه من عقله أعم من كونه بضرورة أو استدلال { ولا كتاب منير* } صح لديه أنه من عند الله ، ومن المعلوم أنه بانتفاء هذه الثلاثة لا يكون جداله إلا بالباطل { ثاني عطفه } أي رخي البال معرضاً متكبراً متمائلاً لاوياً عنقه لذلك كما قال تعالى{ وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً }[ لقمان : 7 ] والعطف في الأصل الجانب وموضع الميل .