اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ} (8)

قوله تعالى : { ومِنَ الناس مَن يُجَادِلُ فِي الله بِغَيْرِ عِلْمٍ } الآية ، جعل ابن عطية هذه الواو للحال ، فقال : وكأنه{[30301]} يقول هذه الأمثال في غاية الوضوح ، ومن الناس مع ذلك من يجادل ( فكان الواو واو الحال والآية المتقدمة الواو فيها واو عطف{[30302]} .

قال أبو حيان : ولا يتخيل أن الواو في { ومِنَ الناس مَن يُجَادِلُ }{[30303]} ) واو حال ، وعلى تقدير الجملة التي قدرها قبله لو كان مصرحاً بها فلا تتقدر ب ( إذ ) ، فلا تكون للحال ، وإنما هي للعطف{[30304]} . قال شهاب الدين : ومنعه من تقديرها ب ( إذ ) فيه نظر ، إذ لو قدر لم يلزم منه محذور{[30305]} .

قوله : «بِغَيْرِ عِلْم » يجوز أن يتعلق ب «يُجَادِل » ، وأن يتعلق بمحذوف على أنه حال من فاعل «يُجَادِلُ{[30306]} » أي : يجادل ملتبساً بغير علم ، أي : جاهلاً .


[30301]:في ب: وكأن.
[30302]:انظر البحر المحيط 6/354.
[30303]:ما بين القوسين سقط من الأصل.
[30304]:البحر المحيط 6/354. الواو الداخلة على جملة الحال تسمى واو الحال، والابتداء، وليست عاطفة ولا أصلها العطف. وقدرها سيبويه والأقدمون بـ "إذ"، ولا يريدون أنها بمعنى (إذ) إذ لا يرادف الحرف الاسم بل إنها وما بعدها قيد للعامل السابق كما أن (إذ) كذلك. وزعم بعض المتأخرين أنها عاطفة كواو (رب)، قال: وإلا لدخل العاطف عليها، الهمع 1/247، شرح الأشموني 2/189.
[30305]:الدر المصون: 5/65.
[30306]:انظر التبيان 2/934.