السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ} (8)

ونزل في أبي جهل بن هشام كما قاله ابن عباس : { ومن الناس من يجادل } أي : بغاية جهده { في الله } أي : في قدرته وما يجمعه هذا الاسم الشريف من صفاته بعد هذا البيان الذي لا مثل له ولا خفاء فيه { بغير علم } أتاه عن الله تعالى على لسان أحد من أصفيائه أعمّ من أن يكون كتاباً أو غيره { ولا هدى } أرشده إليه أعمّ من كونه بضرورة أو استدلال { ولا كتاب منير } له نور منه صح لديه أنه من الله تعالى ، ومن المعلوم أنه بانتفاء هذه الثلاثة لا يكون جداله إلا بالباطل ، وقيل : قوله تعالى : { ومن الناس } كرّر كما كرّرت سائر الأقاصيص ، وقيل : الأوّل في المقلدين ، وهذا في المقلدين . :