الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ} (8)

قوله : { ومِنَ النَّاسِ } : جعل ابنُ عطية هذه الواوَ للحال فقال : " وكأنه يقولُ : هذه الأمثالُ في غاية الوضوحِ ، ومن الناس مع ذلك مَنْ يجادِلُ ، فكأن الواوَ واوُ الحال ، والآية المتقدمةُ الواوُ فيها واوُ عطف " . قال الشيخ : " ولا يُتَخَيَّلُ أنَّ الواوَ في { ومِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ } واوُ حال ، وعلى تقديرِ الجملة التي قَدَّرها قبله لو كان مُصَرَّحاً بها فلا تتقدر ب " إذ " ، فلا تكونُ للحالِ وإنما هي للعطف " . قلت : ومَنْعُه مِنْ تقديرها ب " إذ " فيه نظرٌ ، إذ لو قُدِّر لم يلزَمْنه محذورٌ .

قوله : { بِغَيْرِ عِلْمٍ } يجوز أن يتعلَق ب " يُجادِلُ " ، وأَنْ يتعلَّق بمحذوفٍ على أنَّه حالٌ مِنْ فاعل " يجادل " أي : يجادِلُ ملتبساً بغير عِلْمٍ أي : جاهلاً .