محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ} (8)

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ } .

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ } أي يجادل في شأنه تعالى من غير تمسك بعلم ضروري ، ولا باستدلال ونظر صحيح ، يهدي إلى المعرفة . ولا بوحي مظهر للحق . أي بل بمجرد الرأي والهوى . وهذه الآية في حال الدعاة إلى الضلال من رؤوس الكفر المقلدين – بفتح اللام – كما أن ما قبلها في حال الضلال الجهال المقلدين – بكسر اللام – فلا تكرار أو أنهما في الدعاة المضلين . واعتبر تغاير أوصافهم فيها ، فلا تكرار أيضا .

قال في ( الكشف ) : والأول أظهر وأوفق بالمقام . وكذا اختاره أبو مسلم فيما نقله عنه الرازي ، ثم قال : فإن قيل كيف يصح ما قلتم ، والمقلد لا يكون مجادلا ؟ قلنا : قد يجادل تصويبا لتقليده . وقد يورد الشبهة الظاهرة إذا تمكن منها . وإن كان معتمده الأصلي هو التقليد .