ولما أعلم أنه يستحقه لذاته ووصفه ، أعلم أنه يستحقه وحده فقال : { لا شريك له } أي{[31811]} ليكون لشريكه على زعمكم شيء{[31812]} من العبادة لما{[31813]} كان له شيء من الربوبية ، فأبان بهذا أن وجهه صلى الله عليه وسلم ووجه من تبعه واحد لا افتراق فيه{[31814]} ، وهو قصد الله وحده على سبيل الإخلاص كما أنه يوحد{[31815]} بالإحياء والإماتة فينبغي أن يوحد بالعبادة .
ولما دل على ذلك ببرهان العقل ، أتبعه بجازم النقل فقال عاطفاً على ما تقديره : إلى ذلك أرشدني دليل العقل{[31816]} : { وبذلك } أي الأمر العالي من توجيه أموري{[31817]} إليه على وجه الإخلاص .
ولما كان له سبحانه في كل شيء آية تدل على أنه واحد ، فكان كل شيء آمراً بالتوحيد بلسان حاله أو ناطق قاله ، بني للمفعول قوله{[31818]} : { أمرت } أي{[31819]} يعني أن هذا الدين لو لم يرد به أمر كان ينبغي للعاقل أن يدين به ولا يعدل عنه لشدة ظهوره وانتشار نوره بما قام عليه من الدلائل ودرج على اتباعه من الأفاضل والأماثل ، فكيف إذا برزت به الأوامر الإلهية ودعت إليه الدواعي الربانية { وأنا أول{[31820]} المسلمين * } أي المنقادين لما يدعو إليه داعي الله في هذا الدين ، لا اختيار لي أصلاً ، بل أنا مسلوب الاختيار فيه منقاد أتم انقياد ، وهذه الأولية على سبيل الإطلاق في الزمان والرتبة بالنسبة إلى أمته صلى الله عليه وسلم وفي الرتبة بالنسبة إلى من تقدمه من الأنبياء وغيرهم ، وهذا أيضاً من باب الإحسان في الدعاء بالتقدم إلى ما يدعو إليه وأن يحب للمدعو ما يحب{[31821]} لنفسه ليكون أنفى للتهمة وأدل على النصيحة فيكون أدعى للقبول .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.