نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡۚ هَلۡ يُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (147)

ولما ذكر أحوال المتكبرين الذين أداهم كبرهم إلى التكذيب في الدنيا ، ذكر أحوالهم في الآخرة فقال : { والذين }{[33398]} أي كذبوا بها والحال أن الذين { كذبوا بآياتنا } أي فلم يعتبروا عظمتها{[33399]} { ولقاء الآخرة } أي ولقائهم إياها أو لقائهم ما وعدوا به فيها ، اللازم من التكذيب بالآيات الحامل التصديق بها{[33400]} على معالي الأخلاق { حبطت } أي فسدت فسقطت { أعمالهم } والآية من الاحتباك : إثبات الغفلة أولاً يدل على إرادتها ثانياً ، واللقاء ثانياً يدل على إرادته أولاً{[33401]} .

ولما كان كأنه قيل : لم بطلت ؟ قيل : { هل يجزون إلا ما } أي جزاء ما { كانوا يعملون }{[33402]} أي بإبطال أعمالهم وإن عملوا كل حسن سوى الإيمان بسبب أنهم أبطلوا الآيات والآخرة بتكذيبهم بها ، أي عدوها باطلة ، والجزاء من جنس العمل ، والحاصل{[33403]} أنهم لما عموا عن الآيات لأنهم لم{[33404]} ينظروا فيها ولا انقادوا مع ما دلت عقولهم عليه من أمرها ، بل سدوا باب الفكر فيها ؛ زادهم الله عمى فختم على مداركهم ، فصارت لاينتفع بها فصاروا لا يعون ، وهذه الآيات أعظم زاجر{[33405]} عن التكبر ، فإنها بينت أنه يوجب الكفر والإصرار عليه والوهن في جميع الأمور ،


[33398]:- زيد بعده في الأصل: كذبوا، ولم تكن الزيادة في ظ فحذفناها.
[33399]:- في ظ: عظمتنا.
[33400]:- من ظ، وفي الأصل: به.
[33401]:- زيد ما بين الحاجزين من ظ.
[33402]:- سقط من ظ.
[33403]:- في ظ: الظاهر.
[33404]:- من ظ، وفي الأصل: لا.
[33405]:- في ظ: زاجرا.