قوله تعالى : { وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ } : في خبره وجهان أحدهما : أنه الجملة من قوله { حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } ، و { هَلْ يُجْزَوْنَ } خبر ثان أو مستأنف . والثاني : أن الخبرَ " هل يُجْزون " والجملةُ من قوله " حَبِطَتْ " في محلِّ نصب على الحال ، و " قد " مضمرة معه عند مَنْ يَشْترط ذلك ، وصاحبُ الحال فاعلُ " كذَّبوا " .
قوله : { وَلِقَآءِ الآخِرَةِ } فيه وجهان ، أحدهما : أنه من باب إضافة المصدر لمفعوله ، والفاعل محذوف والتقدير : ولقائهم الآخرة . والثاني : أنه من باب إضافة المصدر للظرف ، بمعنى " ولقاء ما وعد الله في الآخرة " ، ذكرهما الزمخشري . قال الشيخ : " ولا يجيز جُلَّةُ النحويين الإِضافةَ إلى الظرف لأن الظرفَ على تقديرِ " في " ، والإِضافةُ عندهم على تقدير اللام أو " مِنْ " ، فإن اتُّسِع في العامل جازَ أن يُنْصَب الظرفُ/ نَصْبَ المفعول ، ويجوز إذ ذاك أن يُضافَ مصدرُه إلى ذلك الظرف المتَّسَع في عاملِه ، وأجازَ بعض النحويين أن تكون الإِضافةُ على تقدير " في " كما يُفهِمُ ظاهرُ كلامِ الزمخشري " .
قوله : { هَلْ يُجْزَوْنَ } هذا الاستفهامُ معناه النفي ، ولذلك دخلت " إلا " ، ولو كان معناه التقريرَ لكان موجِباً فيَبْعُد دخول " إلا " أو يمتنع . وقال الواحدي هنا : " لا بد من تقديرِ محذوفٍ ، أي : إلا بما كانوا ، أو على ما كانوا ، أو جزاء ما كانوا " . قلت : لأن نفسَ ما كانوا يَعْملونه لا يُجْزَوْنَه إنما يُجْزون بمقابله وهو واضح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.