فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡۚ هَلۡ يُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (147)

{ والذين كذبوا بآياتنا ولقاء } الدار { الآخرة } يعني لقاءهم لها أو لقاءهم ما وعدوا به فيها ذكرهما الزمخشري { حبطت أعمالهم } الحباط البطلان أي بطل ما عملوه في الدنيا مما صورته الطاعة كالصدقة والصلة وإن كانوا في حال كفرهم لا طاعات لهم كأن لم تكن ، ويحتمل أن يراد : أنها تبطل بعد ما كانت مرجوة النفع على تقدير إسلامهم لما في الحديث الصحيح [ أسلمت على ما أسلفت من خير ] .

{ هل يجزون إلا ما } أي بما { كانوا يعملون } أو على ما كانوا أو جزاء ما كانوا ، قدره الواحدي وقال هنا : لا بد منه قال السمين وهو واضح ، لأن نفس ما كانوا يعملونه لا يجزونه إنما يجزون بمقابلة أعمالهم من الكفر بالله والتكذيب بآياته وتنكب سبيل الحق وسلوك سبيل الغي .