نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ لَئِنِ ٱتَّبَعۡتُمۡ شُعَيۡبًا إِنَّكُمۡ إِذٗا لَّخَٰسِرُونَ} (90)

ولما انقضى جواب الفصل المبني على إبطال الفضل وإظهار العدل ، ذكر سبحانه قولهم بعده عاطفاً له{[32752]} على ما مضى من قولهم أو قوله ، وكان الأصل أن يقال : وقالوا ، ولكنه أظهر الوصف بالشرف{[32753]} إشارة إلى أنه الذي حملهم على نتيجة الاستكبار وهي الكفر ، ثم لم يرضوا به{[32754]} حتى أضافوا إليه تكفير غيرهم فقال : { وقال الملأ } أي الأكابر { الذين } يملؤون العيون مرأى والقلوب مهابة ، فحملهم التكبر على أنهم { كفروا } .

ولما كان من المستبعد أن يكون أقاربه يتنكبون عما أتاهم به من الخير لحسد{[32755]} أو اتهام أو غيرهما ، فكان ربما ظن أن{[32756]} هؤلاء الذين يعاملونه بهذه الغلظة أجانب عنه ، قال : { من قومه } بياناً لأن الفضل بيد الله فقد يؤتيه البغيض البعيد ويمنعه الحبيب القريب { إنك لا تهدي من أحببت }{[32757]} ، ووطأوا للقسم بقولهم{[32758]} : { لئن اتبعتم } أي أيها الأتباع ممن لم يؤمن بعد { شعيباً } أو{[32759]} تركتم ما أنتم عليه مما أورثه لكم آباؤكم ؛ وأجاب{[32760]} القسم بما{[32761]} سد عن جواب الشرط بقوله : { إنكم إذاً } أي وقت اتباعه { لخاسرون* } أي لأنكم استبدلتم بدين الآباء غيره{[32762]} وحرمتم فوائد البخس والتطفيف{[32763]} وقطع السبل .


[32752]:- سقط من ظ.
[32753]:- زيدت الواو بعده في الأصل، ولم تكن في ظ فحذفناها.
[32754]:- سقط من ظ.
[32755]:- في ظ: الحد.
[32756]:- سقط من ظ.
[32757]:- سورة 28 آية 56.
[32758]:- في ظ: بقوله.
[32759]:- في ظ: أي و.
[32760]:- في ظ: جواب.
[32761]:- في ظ: هنا.
[32762]:-في ظ: عليه.
[32763]:- من ظ، وفي الأصل: التضعيف-كذا