الآية 90 وقوله تعالى : { وقال الملأ الذين كفروا من قومه } قد ذكرنا أن الملأ هم كبراؤهم{[8690]} وسادتهم ؛ يقولون للأتباع والسفلة { لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون } قال أبو بكر : الجاهلون .
ثم يحتمل قوله تعالى : { إنكم إذا لخاسرون } وجوها :
أحدها : أن شعيبا كان يحذر قومه بالتطفيف في الكيل والوزن ، ويأمرهم بوفاء حقوق الناس بقوله تعالى : { فأوفوا الكيل والميزان } [ الأعراف : 85 ] ولا تكونوا كذا وقوله تعالى : { ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم } [ هود : 85 ] فيقول الكبراء والرؤساء للسفلة { لئن اتبعتم شعيبا } في دينه وما يأمركم به من وفاء الحق للناس فإنكم { إذا لخاسرون } للأرباح .
والثاني : أنه كان يحذّرهم ، ويمنعهم عن عبادة الأصنام والأوثان ، ويدعوهم إلى عبادة الله ، ويرغّبهم في ذلك ، وهم كانوا يعبدون تلك الأصنام لتقرّب عبادتهم إياها إلى الله زلفى ، وتكون لهم شفعاء في الآخرة{[8691]} فقالوا : { لئن اتّبعتم شعيبا } في ما يدعوكم إليه ، وينهاكم عنه لكنتم من الخاسرين ؛ لا شفعاء لكم في الآخرة .
والثالث : أنهم كانوا يوعدون شعيبا بالإخراج بقولهم : { لنخرجنّك يا شعيب } [ الأعراف : 88 ] فقالوا : { لئن اتّبعتم شعيبا } وهو{[8692]} يخرج ، لا محالة ، فتخرجون أنتم ، فتصيرون{[8693]} من الخاسرين ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.