ولما نهى عن طاعتهما القاطعة عن الله ، أمر بملازمة{[70747]} الموصل إلى الله وهو الذكر من غير عائق الذي هو دواء لما عساه يلحق{[70748]} من الأدواء لمجرد رؤية الآثم أو الكفور لأرباب القلوب الصافية ، والذكر مقدم على كل عبادة وإن وضع العباد لما كان طلباً للتوصل إلى نيل معرفة الله سبحانه ، وكان التصور بحسب الاسم أول مراتب التصور طبعاً بدأ به وضعاً ، وذلك لأن النفس تحب السفول لما لها من النقائص ، فاحتاجت إلى سبب مشوق لها إلى الأعلى فوضعت لها العبادات ، وأجلها العبادة المشفوعة بالفكر ، لأنه السبب الموصل إلى المقصود ولا تفيد العبادة بدونه فقال : { واذكر } أي بلسانك { اسم ربك } أي المحسن إليك {[70749]}بكل جميل{[70750]} { بكرة } عند قيامك من منامك الذي هو الموتة الصغرى وتذكرك أنه يحيي الموتى ويحشرهم جيمعاً { وأصيلاً * } عند انقراض نهارك وتذكرك انقراض دنياك وطي هذا العالم {[70751]}لأجل إيجاد{[70752]} يوم الفصل ، وفي ذكر{[70753]} الوقتين أيضاً إشارة إلى دوام الذكر ، وذكر اسمه لازم لذكره ، ويجوز أن يكون أمراً بالصلاة لأنها أفضل{[70754]} الأعمال البدنية لأنها أعظم الذكر لأنها ذكر اللسان{[70755]} والجنان والأركان فوظفت فيها أذكار لسانية وحركات وسكنات على هيئة مخصوصة من عادتها ألا تفعل إلا بين أيدي{[70756]} الملوك ، فكان تنبيها على وجود الصانع والاعتراف بإلهيته وتفرده أكثر فكانت{[70757]} {[70758]}أفضل ، فيكون{[70759]} هذا على هذا أمراً بصلاتي الصبح والعصر ، فإنه لم يكن أمر في أول الإسلام بغيرهما وبهما أمر من كان قبلنا ، وهما {[70760]}أفضل الصلوات{[70761]} وكانتا ركعتين ركعتين ، ويجوز أن يكون أمراً بصلاتي الصبح والظهر-{[70762]} والعصر فإن الأصيل يتناول وقتيهما لأنه مطلق العشي ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.