نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا} (10)

ولما كانت الأنفس مجبولة على حب الجزاء والثناء ، فكان لا يكاد يصدق أحد أن أحداً{[70617]} يفعل ما لا يقصد{[70618]} به شيئاً من ذلك ، {[70619]}وكان{[70620]} الله سبحانه وتعالى قد منَّ علينا بأن جعل العبادة لأجل خوفه ورجائه لا يقدح{[70621]} في الإخلاص{[70622]} ، عللوا قولهم هذا على وجه التأكيد بقولهم : { إنا نخاف } ولما كان الخوف من المحسن بالنظر إلى إحسانه موجباً للخوف منه بالنظر إلى عزه وجبروته وسلطانه من باب الأولى قالوا : { من ربنا } أي الخالق لنا المحسن إلينا-{[70623]} { يوماً } أي أهوال يوم هو -{[70624]} في غاية العظمة ، وبينوا عظمته بقولهم : { عبوساً } أي ضيقاً - قاله ابن عباس رضي الله عنهما{[70625]} ، نسبوا العبوس إليه لأنه في شدته كالأسد الغضوب ، فهو موجب لعبوس الوجوه فيه أو هو-{[70626]} لعبوسة أهله ك " ليله قائم ونهاره صائم وعيشة راضية " { قمطريراً * } أي طويلاً - قاله ابن عباس{[70627]} رضي الله عنهما ، أو شديد {[70628]}العبوس مجتمع{[70629]} الشر كالذي يجمع ما-{[70630]} بين عينيه - مأخوذ من القطر لأن يومه يكون عابساً ، وزيد فيه الميم وبولغ فيه بالصيغة ، وهو يوم القيامة ، يقال : اقمطر اليوم فهو مقمطر - إذا كان صعباً شديداً .


[70617]:زيد من ظ و م.
[70618]:من ظ و م، وفي الأصل: يصدق.
[70619]:من ظ و م، وفي الأصل: فكان.
[70620]:من ظ و م، وفي الأصل فكان.
[70621]:من ظ و م، وفي الأصل: الأخلاق.
[70622]:من ظ و م، وفي الأصل: الأخلاق.
[70623]:زيد من ظ و م.
[70624]:زيد من ظ و م.
[70625]:راجع الدر المنثور 6/299.
[70626]:زيد من ظ و م.
[70627]:راجع الدر المنثور 6/299.
[70628]:من ظ و م، وفي الأصل: العبوسة مجمع.
[70629]:من ظ و م، وفي الأصل: العبوسة مجمع.
[70630]:زيد من ظ.