ولما كانت الأنفس مجبولة على حب الجزاء والثناء ، فكان لا يكاد يصدق أحد أن أحداً{[70617]} يفعل ما لا يقصد{[70618]} به شيئاً من ذلك ، {[70619]}وكان{[70620]} الله سبحانه وتعالى قد منَّ علينا بأن جعل العبادة لأجل خوفه ورجائه لا يقدح{[70621]} في الإخلاص{[70622]} ، عللوا قولهم هذا على وجه التأكيد بقولهم : { إنا نخاف } ولما كان الخوف من المحسن بالنظر إلى إحسانه موجباً للخوف منه بالنظر إلى عزه وجبروته وسلطانه من باب الأولى قالوا : { من ربنا } أي الخالق لنا المحسن إلينا-{[70623]} { يوماً } أي أهوال يوم هو -{[70624]} في غاية العظمة ، وبينوا عظمته بقولهم : { عبوساً } أي ضيقاً - قاله ابن عباس رضي الله عنهما{[70625]} ، نسبوا العبوس إليه لأنه في شدته كالأسد الغضوب ، فهو موجب لعبوس الوجوه فيه أو هو-{[70626]} لعبوسة أهله ك " ليله قائم ونهاره صائم وعيشة راضية " { قمطريراً * } أي طويلاً - قاله ابن عباس{[70627]} رضي الله عنهما ، أو شديد {[70628]}العبوس مجتمع{[70629]} الشر كالذي يجمع ما-{[70630]} بين عينيه - مأخوذ من القطر لأن يومه يكون عابساً ، وزيد فيه الميم وبولغ فيه بالصيغة ، وهو يوم القيامة ، يقال : اقمطر اليوم فهو مقمطر - إذا كان صعباً شديداً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.