نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتۡ} (8)

وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير : أقسم تعالى بالملائكة المتتابعين في الإرسال ، والرياح المسخرة ، وولايته بالمطر والملائكة الفارقة{[70841]} بمائة بين الحق والباطل ، والملقيات الذكر بالوحي إلى الأنبياء إعذاراً من الله وإنذاراً ، أقسم تعالى بما ذكر من مخلوقاته على صدق الموعود به في قوله :

{ إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالاً وسعيراً }[ الإنسان : 4 ] الآيات وقوله :

{ إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً }[ الإنسان : 10 ] وقوله :

{ وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً }[ الإنسان : 12 ] الآيات إلى

{ وكان سعيكم مشكوراً }[ الإنسان : 22 ] وقوله :

{ ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً }[ الإنسان : 27 ] وقوله :

{ يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً }[ الإنسان : 31 ] ولو لم يتقدم إلا هذا الوعد والوعيد المختتم به السورة لطابقه{[70842]} افتتاح الأخرى قسماً عليه أشد المطابقة ، فكيف وسورة

{ هل أتى على الإنسان }{[70843]}[ الإنسان : 1 ] مواعد أخراوية وإخبارات جزائية ، فأقسم سبحانه وتعالى على صحة الوقوع ، وهو المتعالي الحق وكلامه الصدق - انتهى .

ولما كان من المعلوم أنهم يقولون استهزاء : متى هو ؟ وكان وقته مما{[70844]} استأثر الله بعلمه لأن إخفاءه عن كل أحد{[70845]} أوقع في النفوس وأهيب عند العقول ، سبب عن ذلك{[70846]} قوله ذاكراً ما لا تحتمله العقول لتزداد الهيبة ويتعاظم الخوف معبراً بأدة التحقق{[70847]} : { فإذا النجوم } أي على كثرتها { طمست * } أي أذهب{[70848]} ضوءها بأيسر أمر فاستوت مع بقية السماء ، فدل طمسها على أن لفاعله غاية القدرة ،


[70841]:من ظ و م، وفي الأصل: العارفة.
[70842]:من م، وفي الأصل و ظ: لمطابقة.
[70843]:زيد في ظ: رأسها.
[70844]:من ظ و م، وفي الأصل: فيما.
[70845]:من ظ و م، وفي الأصل: حد.
[70846]:زيد من ظ و م.
[70847]:من ظ و م، وفي الأصل: التحقيق.
[70848]:من م، وفي الأصل و ظ: ذهب.