اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتۡ} (8)

ثم بين وقت وقوعه فقال تعالى : { فَإِذَا النجوم طُمِسَتْ } اي : ذهب ضوؤها ، ومُحِيَ نورها كطَمْسِ الكتاب ، يقال : طمس الشيء إذا درس ، وطمس فهو مطموس ، والريح تطمس الآثار ، فتكون الريح طامسة ، والأثر طامس بمعنى مطموس .

قال ابن الخطيب{[59017]} : ويحتمل ان تكون محقت ذواتها ، وهو موافق لقوله تعالى : { نُشرت } .

و«النُّجومُ » مرتفعة بفعل مضمر يفسره ما بعده عند البصريين غير الأخفش ، وبالابتداء عن الكوفيين والأخفش .

وفي جواب «إذا » قولان :

أحدهما : محذوف ، تقديره : فإذا طمست النجوم وقع ما توعدون ، لدلالة قوله إنما توعدون لواقع أو بان الأمر .

والثاني : أنه «لأيَِّ يَومٍ أجِّلتْ » على إضمار القول ، أي يقال : لأي يوم أجّلت ، فالفعل في الحقيقة هو الجواب .

وقيل : الجواب : «وَيْلٌ يَوْمَئذٍ » . نقله مكي ، وهو غلط ؛ لأنه لو كان جواباً للزمته الفاء لكونه جملة اسمية .


[59017]:الفخر الرازي 30/237.