ولما كان التقدير تسبيباً عما{[37449]} جزم به من الحكم بعراقتهم في الرجس وازديادهم منه : أفلا يرون إلى تماديهم في النفاق وثباتهم عليه ؟ عطف عليه{[37450]} تقريرهم بعذاب الدنيا والإنكار عليهم في قوله : { أولا يرون } أي المنافقون ، قال الرماني : والرؤية{[37451]} هنا قلبية لأن رؤية العين لا تدخل على الجملة لأن الشيء لا يرى{[37452]} من وجوه مختلفة { أنهم } أي المنافقين ؛ ولما كان مطلق وقوع الفتنة من العذاب ، بنى للمفعول قوله : { يفتنون } أي يخالطون من حوادث الزمان ونوازل الحدثان بما يضطرهم إلى بيان أخلاقهم بإظهار سرائرهم في نفاقهم { في كل عام } أي وإن كان الناس أخصب ما {[37453]}يكونون وأرفعه{[37454]} عيشاً { مرة أو مرتين } فيفضحون بذلك ، وذلك موجب{[37455]} للتوبة للعلم بأن من علم سرائرهم - التي هم مجتهدون في إخفائها - عالم بكل شيء قادر على كل مقدور ، فهو جدير بأن تمتثل أوامره وتخشى زواجره .
ولما كان عدم توبتهم مع فتنتهم على هذا الوجه مستبعداً ، أشار إليه بأداة التراخي فقال : { ثم لا يتوبون } أي لا يجددون توبة { ولا هم } أي بضمائرهم { يذكرون* } أي أدنى تذكر بما أشار إليه{[37456]} الإدغام ، فلولا أنه حصلت لهم زيادة في الرجس لأوشك تكرار الفتنة أن يوهي رجسهم إلى أن يزيله ولكن كلما أوهى شيئاً خلقه مثله أو أكثر بسبب{[37457]} الزيادات المترتبة على وجود نجوم القرآن ، والتذكر طلب الذكر للمعنى بالكفر فيه ، فالآية ذامة لهم على عدم التوبة بإصابة المصائب لعدم تذكر أنه سبحانه ما أصابهم بها إلا بذنوبهم{ ويعفو عن كثير }[ الشورى : 34 ] كما أن أحدهم لا يعاقب فتاه إلا بذنب وما لم يتب فهو يوالي عقابه{[37458]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.