ولما أتم سبحانه ما أراد من أمر الخلق وهو الإيجاد بالأسباب بالتدريج ، آخذ في التنبيه على عالم الأمر وهو الإبداع من غير أسباب ، فقال مكرراً للأمر بالقراءة تنبيهاً على عظم شأنها ، وتأنيساً له صلى الله عليه وسلم ، ومسكناً لروعه ، ومعلماً أن من جاءه الأمر من قبله ليس كأربابهم : { اقرأ } ولما كان قد قال صلى الله عليه وسلم عند هذا الأمر إخباراً بالواقع كما يقول لسان الحال لو لم ينطق بلسان المقال : ما أنا بقارىء ، فكان التقدير : فربك الذي رباك فأحسن تربيتك ، وأدبك فأحسن تأديبك ، أمرك بالقراءة ، وهو قادر على جعلك قارئاً ، عطف عليه قوله : { وربك } أو يكون التقدير : والحال أن الذي خصك بالإحسان الجم { الأكرم * } أي الذي له الكمال الأعظم مطلقاً من جهة الذات ، ومن جهة الصفات ، ومن جهة الأفعال ، فلا يلحقه نقص في شيء من الأشياء أصلاً ؛ لأن حقيقته البعيد عن اللوم الجامع لمساوىء الأخلاق ، فهو الجامع لمعالي الأخلاق ، وليس غيره يتصف بذلك ، فهو يعطيك ما لا يدخل تحت الحصر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.