جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (83)

{ يَعْرِفُونَ } ، أي : المشركون ، { نِعْمَتَ اللّهِ } ، وأن كلها من الله ، { ثُمَّ يُنكِرُونَهَا{[2752]} } بعبادتهم غيره ويقولون : إنها بشفاعة آلهتنا ، { وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ } : الجاحدون عنادا ، وذكر الأكثر ؛ لأن بعضهم لنقصان عقلهم لم يعرفوا أنها من الله ، أو الأكثر ، بمعنى : الجميع ، وعن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على أعرابي أتاه : " والله جعل لكم من بيوتكم سكنا " ، قال الأعرابي : نعم " وجعل لكم من جلود الأنعام " إلى آخر النعم ، فقال : نعم ، فلما بلغ " كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون " ، ولى الأعرابي ، فأنزل الله " يعرفون نعمة الله " إلى " وأكثرهم الكافرون " {[2753]} .


[2752]:يعترفون أنها من الله ثم يقولون: حصلت بسبب الآلهة /12 منه، و نقل البغوي عن الكلبي قال: هو إنه لما ذكر لهم هذه النعمة قالوا: نعم هذه كلها من الله ولكنها حاصلة بشفاعة آلهتنا /12.
[2753]:أخرجه ابن أبي حاتم في "في تفسيره" (1260) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (4/238) وعزاه لابن أبي حاتم في "تفسيره".