جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَٰلٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡجِبَالِ أَكۡنَٰنٗا وَجَعَلَ لَكُمۡ سَرَٰبِيلَ تَقِيكُمُ ٱلۡحَرَّ وَسَرَٰبِيلَ تَقِيكُم بَأۡسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُسۡلِمُونَ} (81)

{ وَاللّهُ جَعَلَ {[2751]}لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً } تستظلون بها من الحر كالأشجار وغيرها ، { وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا } ، جمع كن : وهو ما يستكن به من الغيران والبيوت المنحوتة في الجبال والحصون ، { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ } ، القمصان و الثياب ، { تَقِيكُمُ الْحَرَّ } والبرد ، واكتفى بأحد الضدين عن الآخر ، أو خصه بالذكر ؛ لأن الحجاز بلاد الحر ، { وَسَرَابِيلَ } ، لباس الحرب كالدروع ، { تَقِيكُم بَأْسَكُمْ } ، تمنعكم الطعن والقطع والرمي ، { كَذَلِكَ } ، مثل تمام هذه النعم التي مر ذكرها ، { يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ } ؛ لتستعينوا بها على الطاعة ، { لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } : تنظرون في نعمه فتؤمنون به ، أو تنقادون لحكمه . وعن عطاء : إنما نزل القرآن على قدر معرفة العرب ، هم أصحاب جبال وأوبار وأشعار ، ألا ترى إلى قوله : " سرابيل تقيكم الحر " ، وما يقي من البرد أعظم لكنهم أصحاب حر .


[2751]:ولما كانت بلاد العرب غالبا عليها الحر امتن عليهم بذكر ما يكنهم من الحر فقال: "والله جعل لكم" الآية /12 وجيز.