ثم ذمهم بأنهم : { يعرفون نعمة الله } ، التي عددناها حيث يعترفون بها وبأنها من عند الله ، { ثم ينكرونها } بعبادة غير من أنعم بها ، وبقولهم : هي من الله ولكنها بشفاعة آلهتنا . ومعنى : " ثم " تبعيد رتبة الإنكار عن العرفان : وقيل : إنكارها قولهم ورثناها من آبائنا ، أو وصل إلينا بتربية فلان ، أو أنهم لا يستعملونها في طلب رضوان الله . وقيل : نعمة الله نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يعرفونه ثم ينكرون نبوّته عناداً . وإنما قال : { وأكثرهم الكافرون } ؛ لأنه استعمل الأكثر مقام الكل ، أو أراد البالغين العقلاء منهم دون الأطفال والمجانين ، أو أراد كفر الجحود ؛ ولم يكن كفر كلهم كذلك ، بل كان فيهم من كفر للجهل بصدق الرسول ، أو لأنه لم تقم الحجة عليه بعد ، هذا ما قاله المفسرون .
قلت : ويحتمل أن يراد بالكافرين المصرين الثابتين على كفرهم ، وقد علم الله أن في مطلق الكفرة من يؤمن ، فلهذا استثناهم والله تعالى أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.