غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (83)

71

ثم ذمهم بأنهم : { يعرفون نعمة الله } ، التي عددناها حيث يعترفون بها وبأنها من عند الله ، { ثم ينكرونها } بعبادة غير من أنعم بها ، وبقولهم : هي من الله ولكنها بشفاعة آلهتنا . ومعنى : " ثم " تبعيد رتبة الإنكار عن العرفان : وقيل : إنكارها قولهم ورثناها من آبائنا ، أو وصل إلينا بتربية فلان ، أو أنهم لا يستعملونها في طلب رضوان الله . وقيل : نعمة الله نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يعرفونه ثم ينكرون نبوّته عناداً . وإنما قال : { وأكثرهم الكافرون } ؛ لأنه استعمل الأكثر مقام الكل ، أو أراد البالغين العقلاء منهم دون الأطفال والمجانين ، أو أراد كفر الجحود ؛ ولم يكن كفر كلهم كذلك ، بل كان فيهم من كفر للجهل بصدق الرسول ، أو لأنه لم تقم الحجة عليه بعد ، هذا ما قاله المفسرون .

قلت : ويحتمل أن يراد بالكافرين المصرين الثابتين على كفرهم ، وقد علم الله أن في مطلق الكفرة من يؤمن ، فلهذا استثناهم والله تعالى أعلم .

/خ83