بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (83)

ثم قال تعالى : { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ الله ثُمَّ يُنكِرُونَهَا } ، أي : يعرفون أن خالق هذه الأشياء هو الله تعالى ، ثم ينكرونها . ويقولون : هي بشفاعة آلهتنا ، وهذا قول الكلبي . وقال السدي : يعني : يعرفون محمداً صلى الله عليه وسلم أنه نبي ، وأنه صادق ، ولا يؤمنون به . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ الله ثُمَّ يُنكِرُونَهَا } ، قال : هي المساكن ، والأنعام ، وما يرزقون منها . وسرابيل الحديد والثياب ، يعرف هذا الكافرون { ثُمَّ يُنكِرُونَهَا } ، ويقولون : هذا كان لآبائنا ، وورثناها . ويقال : إنكارهم قولهم : لولا كذا لكان كذا . ويقال : { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ الله } ، وذلك أنهم إذا سئلوا من خلقهم ؟ يقولون : الله ، { ثُمَّ يُنكِرُونَهَا } ، يعني : البعث { وَأَكْثَرُهُمُ الكافرون } ، يعني : كلهم كافرون بالتوحيد . ويقال : جاحدون بالنعم .