الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (83)

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه : أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ؟ فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : { والله جعل لكم من بيوتكم سكناً } ، قال الأعرابي : نعم ، قال : { وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها } قال الأعرابي : نعم ، ثم قرأ عليه ، كل ذلك يقول نعم ، حتى بلغ : { كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون } ، فولى الأعرابي ، فأنزل الله : { يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون } .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها } ، قال : هي المساكن والأنعام وما ترزقون منها ، وسرابيل من الحديد والثياب ، تعرف هذا كفار قريش ، ثم تنكره بأن تقول : هذا كان لآبائنا فورثونا إياه .

وأخرج ابن جرير ، عن عبد الله بن كثير في الآية قال : يعلمون أن الله خلقهم وأعطاهم ، بعدما أعطاهم يكفرون ، فهو معرفهم نعمته ، ثم إنكارهم إياها كفرهم بعد .

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عون بن عبد الله في قوله : { يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها } ، قال : إنكارهم إياها ، أن يقول الرجل : لولا فلان أصابني كذا وكذا ، ولولا فلان لم أصب كذا وكذا .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : { يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها } ، قال محمد : - صلى الله عليه وسلم - ولفظ ابن أبي حاتم قال : هذا في حديث أبي جهل والأخنس ، حين سأل الأخنس أبا جهل عن محمد : فقال : هو نبي .