جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا} (28)

{ يَا أُخْتَ{[3070]} هَارُونَ } أي : شبيهه في الزهد والتقوى أو كانت من نسله كما يقال للتميمي والمضري يا أخا تميم ، و يا أخا مضر ، أو نسبت إلى رجل صالح فيهم اسمه هارون{[3071]} ، أو رجل فاجر فيهم يقال له . هارون{[3072]} { مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا{[3073]} } : زانية حتى نقول إنك تابعت في تلك الفاحشة أحد أبويك .


[3070]:أخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي و عبد بن حميد و ابن أبي شيبة وغيرهم عن المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أهل نجران فقالوا أرأيت ما تقرءون يا أخت هارون وموسى قبل عيسى قبل عيسى ـ عليه السلام ـ بكذا وكذا قال: فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: "ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحون قبلهم" وهذا التفسير النبوي يغني عن سائر ما روي فن السلف في ذلك قاله في الفتح /12.
[3071]:وقد فسر النبي ـ صلة الله عليه وسلم ـ هذه الآية بنحو هذا وذلك فيما أخرجه مسلم في "الآداب"، (4/846) من حديث المغيرة بن شعبة قال: لما قدمت نجران سألوني فقالوا: إنكم تقرءون: "يا أخت هارون " وموسى قبل عيسى بكذا وكذا. فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك فقال: "إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين فيهم".
[3072]:حكاه ابن جرير و لم يسم قائله، وهو ضعيف /12 فتح.
[3073]:قيل: لما دخلت به على قومها وهم أهل بيت صلاح بكوا وقالوا ذلك وهموا برجمها {فأشارت إليه} الآية /12 وجيز.