إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يَـٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا} (28)

{ يا أخت هارون } استئنافٌ لتجديد التعييرِ وتأكيدِ التوبيخ عنَوا به هارونَ النبيَّ عليه السلام ، وكانت مِن أعقاب مَن كان معه في طبقة الأخوة ، وقيل : كانت من نسله وكان بينهما ألف سنة ، وقيل : هو رجلٌ صالح أو طالح كان في زمانهم شبّهوها به ، أي كنت عندنا مثله في الصلاح أو شتموها به { مَا كَانَ أَبُوكِ امرأ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } تقريرٌ لكون ما جاءت به فِرّياً منكراً وتنبيهٌ على أن ارتكابَ الفواحش من أولاد الصالحين أفحشُ .