جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا} (26)

{ فَكُلِي } : من الرطب { وَاشْرَبِي } : من النهر أو عصير الرطب { وَقَرِّي عَيْنًا } : طيبي نفسك وهو من القرأى : البرودة فإن دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارة ، أو من القرار فإن العين إذا رأت ما يسر النفس سكنت إليه من النظر إلى غيره ، { فَإِمَّا تَرَيِنَّ } : فإن تري{ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا } : صمتا وكان شريعتهم ترك الطعام والكلام في الصيام { فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا } : بعد أن أخبرتكم بنذري بل لا أكلم إلا ملائكة الله وأناجي ربي ، أو كان الإخبار بالنذر أيضا بالإشارة ، وعن بعضهم لما قال عيسى لأمه : لا تحزني ، قالت : كيف لا أحزن وأنت معي لا ذات زوج ، ولا مملوكة ! فأي شيء عذري يا ليتني مت قبل هذا ، قال لها عيسى : أنا أكفيك الكلام قولي إني نذرت للرحمن صوما .